الحصاد المر

فقضية أطفال الشوارع لا تحتاج إلي جهود وتكاتف كل الأجهزة والوزارات والجمعيات الأهلية فقط ولكن تحتاج لكل فرد فى الامة ويجب الانتباه لها ، خاصة وان عددهم كما يقولون وصل الى 2 مليون طفل ، هل المشكلة فى الفقر أو المرض أو الجهل أو الأخلاق أو البطالة أو التيه، ما هى حجم القنبلة الموقوتة التى ستنفجر أو انفجرت فعلاً من أولاد الشوارع وأولاد أولاد الشوارع ، وما حجم المشكلات التربوية والكل يعانى من عقوق الوالدين ، وقد كانت المدارس فى الماضى هى الملاذ فهل هى كذلك الان ؟ وكيف حال المدرس هل يقوم بواجبه من التربية والتوجيه أم أصبح المدرس هو مكمن الخطر ؟ وهل التربية فى البيوت تقل عن تربية اولاد الشوارع ونحن نعانى من المخدرات والسرقة والزنا واللواط والبيوت آيلة للانهيار والسنن الكونية ان البناء صعب عسير والهدم سهل يسير، فالحاصل أن المسئولية على المجتمع ككل وإن لم نتحرك فالدائرة ستدور على الجميع ، يجب علينا أن ننهض بواجبنا وكل له دور وله مهمة لا ينبغى أن نتخلى عنها ، انت صاحب مهمة ولك دور، وقصور النظر آفة لا تجعلها تعرقلك فنجد البعض يقول : هل الدعوة والتبليغ على حق أم على باطل ؟ والجواب : اخرج انت وانهض انت وقم بتبليغ الحق الى الخلق ولا تكتفى بالخطبة والدرس ولكن اذهب الى الناس ، تستطيع ان تذهب الى المستشفيات والى الملاجىء ودور المسنين وهم يحتاجون الى الدعوة والتبصير بدين الله والتفقه فى الدين ، لماذا لا تذهب الى المقابر وتنصح الناس وهم بالالاف يوميا يشيعون الاموات فى لحظات صدق ويقول النبى صلى الله عليه وسلم بلغوا عنى ولو آية ، ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق ، ونفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وانت صاحب دعوة لا ينبغى ان تتخلى عنها ويجب ان تتحلى بسعة الصدر وشمولية النظرة وعلو الهمة والأمر لا يحتاج الى كثير من العلم بقدر ما يحتاج الى صدق مع الله والعلم يزكو بالنفقة ، فتستطيع ان تعلم الاولاد الصلاة والاخلاق وتحفظهم قدراً من القرآن والدعوة لكل الناس وليست حكرا على أحد ويجب تبليغ كل الخلق قال تعالى {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} والربانيون هم الذين يبلغون كل الناس الرجل والمرأة ، الكبير والصغير ، الغنى والفقير ، يجب الاهتمام بالنساء ودعوتهن وبالاطفال وتربيتهم ، ولو انصفنا فنحن السبب فى اولاد الشوارع يوم ان منعنا الاولاد من دخول المساجد وتخلينا عن واجبنا وتركت المرأة حجابها ودخلت الافلام والاغانى كل بيت فماذا تنتظر إلا الضياع والانحراف عن منهج الله ، فجاهدوا أنفسكم واستعينوا بالله واستشعروا أنه لا حول ولا قوة إلا به سبحانه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين